يعد التعلم عبر الإنترنت (أو التعلم عن بعد) واحدًا من أكثر الاتجاهات انتشارًا في المجال التعليمي خلال السنوات الأخيرة. ويرجع هذا الانتشار إلى التقدم التكنولوجي الذي تم تحقيقه في العقود الأخيرة، مما أدى إلى زيادة انتشار استخدام الإنترنت في الحياة اليومية وتغيرات في طرق التعليم والتدريب.
تمكن الإنترنت من توفير بيئة تعليمية متعددة الوسائط ومرنة تسمح بإيصال المحتوى التعليمي بطريقة مباشرة، مما يسمح للمتعلمين بتنظيم وقتهم ومواعيدهم وفقًا لاحتياجاتهم الشخصية، مما يزيد من مرونة عملية التعلم ويتيح للطلاب فرصة الحصول على شهادات ومؤهلات مختلفة دون الحاجة للتواجد في مكان معين أو وجود تكاليف إضافية.
مع تزايد استخدام التعليم عن بعد في السنوات الأخيرة، تم تطوير العديد من الأنظمة التعليمية عبر الإنترنت وتقنيات التعلم الإلكتروني والبرامج المخصصة لتسهيل وتحسين العملية التعليمية والتعلم عن بعد.
خلال هذا المقال سنتعرف على مفهوم التعليم الإلكتروني، أنواع التعليم الإلكتروني، وما هي مزاياه وأبرز عيوبه.
ما المقصود بالتعليم الإلكتروني؟
التعليم الإلكتروني هو نوع من أنواع التعليم عن بعد، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية عبر الإنترنت، والتي يمكن للمتعلمين الاستفادة منها للحصول على المعرفة والمهارات والشهادات المختلفة. يتضمن التعليم الإلكتروني مجموعة من الأنشطة التعليمية، مثل المحاضرات المباشرة، والفيديوهات التعليمية، والمناقشات الجماعية عبر الإنترنت، وتقديم الواجبات والاختبارات، والتواصل مع المدرسين والمتعلمين عبر الإنترنت.
يعتبر التعليم الإلكتروني طريقة مرنة وفعالة للحصول على المعرفة والمهارات، حيث يمكن للمتعلمين الدراسة في أي مكان وفي أي وقت يناسبهم، ويتيح لهم الحصول على شهادات ومؤهلات مختلفة دون الحاجة للتواجد في مكان معين أو وجود تكاليف إضافية. كما يتيح التعليم الإلكتروني للمتعلمين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتفاعل مع الأساتذة والمتعلمين من خلال مجموعة متنوعة من الأدوات التعليمية.
إحصائيات عن تطور التعلم عبر الإنترنت
أهم الإحصائيات التي توضح مدى تطور التعليم الإلكتروني خلال السنوات الماضية:
- تخطى حجم سوق التعلم عبر الإنترنت 315 مليار دولار خلال عام 2021
- 98% من الجامعات أتاحت المواد التعليمية والدورات التدريبية على الإنترنت خلال عام 2020
- 42% من الشركات التي توفر دورات تفاعلية أون لاين للموظفين تتمتع بعائد أكبر على الاستثمار
- في المتوسط، يزيد التعلم الإلكتروني من معدل الاحتفاظ بالمتعلم إلى 82٪
- سجلت منصة التعلم الإلكتروني كورسيرا تسجيل أكثر من 20 مليون متعلم جديد على دوراتها التدريبية خلال عام 2021
- يتوقع أن يرتفع سوق التعليم الإلكتروني العالمي إلى 400 مليار دولار خلال عام 2026
أنواع التعليم عبر الإنترنت
يمكن تصنيف التعليم على الإنترنت إلى عدة أنواع، ومنها:
- الدورات التعليمية المفتوحة
هي دورات تعليمية مفتوحة المصدر ومتاحة للجميع على الإنترنت، وتشمل مواضيع متنوعة ومختلفة في مجالات مختلفة، مثل العلوم والتكنولوجيا والأدب والفنون والإدارة واللغات.
- التعليم الجامعي عبر الإنترنت
وهو نوع من التعليم يتم تقديمه عبر الإنترنت في إطار برامج الجامعات المعتمدة، حيث يتم توفير المحاضرات والواجبات والاختبارات والتواصل مع الأساتذة والزملاء عن طريق منصات التعليم الإلكتروني.
- التدريب عن بعد
هو نوع من التعليم يتم فيه تقديم الدورات التدريبية عبر الإنترنت، ويتم توفير المحتوى التعليمي والتفاعل مع المدربين والزملاء عن طريق منصات التعليم الإلكتروني.
- التعليم الشخصي عبر الإنترنت
ويقصد به تقديم الدروس والمحاضرات والدورات التدريبية بشكل شخصي وفردي عن طريق مواقع الإنترنت المختصة، ويمكن للمتعلمين التعلم بمعدل يناسبهم وفي الوقت الذي يناسبهم.
مزايا التعلم عبر الإنترنت
يوفر التعلم عبر الإنترنت العديد من المزايا، حيث يمكن للمتعلمين الوصول إلى المواد التعليمية من أي مكان وفي أي وقت يناسبهم، مما يوفر المرونة والراحة في التعلم. كما يمكنهم تخصيص وتنظيم معدل التعلم بما يتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم، وبالتالي يتمكنون من تحقيق أفضل نتائج التعلم.
- متاح لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت
نظراً لأن الدورات عبر الإنترنت متاحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت، فقد ساعد ذلك على تقليل الفجوة التعليمية العالمية بشكل كبير، كما ساهم أيضاً في القضاء على المشكلات المتعلقة بعدد الطلاب في الفصل الواحد وهذا مفيد لكلا من الطلاب والمؤسسات التعليمية.
تجعل الصفوف الدراسية عبر الإنترنت التعلم متاحًا لأولئك الذين يعانون من إعاقات أو تأخيرات عقلية. على سبيل المثال، يمكن للطلاب الصم ببساطة تشغيل ترجمة النصوص المغلقة (CC) لقراءة المحادثة والمشاركة في الصف عبر الإنترنت، كما يتاح أيضاً للطلاب الذين يعانون من صعوبة في القراءة اختيار الاستماع إليها بدلاً من ذلك باستخدام خيارات مثل نسخ الكتب الصوتية.
- مرونة التعلم
أحد الفوائد الرئيسية للتعلم عبر الإنترنت هو قدرة الطلاب على حضور الدروس من أي مكان. وهذا يعني أن الطلاب في المناطق الريفية لم يعدوا يضيعون وقتهم في القيادة لمسافات طويلة أو الاعتماد على الحافلات للوصول إلى المدرسة. أو للطلاب الذين يحتاجون إلى العمل لدعم أنفسهم من خلال الدراسة، فلديهم أيضًا وقتًا أسهل في تناسب جدول دروسهم وجدول عملهم في حياتهم.
يتمتع الطلاب بحرية اختيار وقت ومكان حضور الدروس في التعلم عبر الإنترنت، مما يساعد على الحفاظ على الصحة النفسية. وقد ثبت أن الاستقلالية في العمل تؤدي إلى الرفاهية النفسية للموظفين. بالنسبة للطلاب الذين يدرسون بدوام كامل، فإن الدراسة تشبه إلى حد كبير العمل الذي يستغرق ما لا يقل عن 40 ساعة في الأسبوع. وإذا كان لديهم الاستقلالية لاختيار متى وأين يحضرون الدراسة، فقد يساعد ذلك في التخفيف من المشكلات النفسية الشائعة.
- تكاليف منخفضة
قد يكون التعليم مكلفًا، لكن التعلم عبر الإنترنت يمكن أن يوفر عددًا من الطرق للطلاب لتقليل المصروفات. يمكن أن يساعدك عدم الذهاب إلى الحرم الجامعي على توفير تكاليف المواصلات وتكلفة المعيشة.
معظم البرامج عبر الإنترنت التي تقدمها المؤسسات التعليمية يكون متاح بها الحصول على دعم مالي، منصات إدارة تعلم كبيرة مثل يوديمي تقوم في كثير من الأوقات بإصدار كوبونات تصل إلى 90%. هذه الخصومات غير متاحة في كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية مما يوفر تكلفة إضافية للطلاب.
- الاتصال على المستوى العالمي
تتيح الدورات التعليمية عبر الانترنت الاتصال بالمعلمين والزملاء في جميع أنحاء العالم. قبل توفر التعليم الإلكتروني على نطاق واسع، كان عليك السفر من بلد إلى أخرى أو من دولة إلى أخرى لتلقي العلم. الآن، يمكنك الانضمام إلى جامعة أوروبية والحصول على شهادة معتمدة من منزلك.
كما يتيح لك أيضا التعلم الإلكتروني، التواصل مع أشخاص من خلفيات مختلفة وثقافات مختلفة يمكن أن يضفي هذا منظوراً مختلفاً ويكسبك خبرة إضافية في التواصل.
- فرص التقدم الوظيفي
يساهم التعليم الإلكتروني في الحصول على وظائف أفضل من خلال إتاحة الفرصة لتعلم مهارات جديدة وتطوير المهارات الحالية، وبهذه الطريقة يؤهلك للعمل في المجالات الحديثة والمتطورة.
كما يمكن للتعليم الإلكتروني أن يعزز سيرتك الذاتية ويجعلها أكثر انفتاحًا وتنوعًا. فعندما تقوم بإضافة دورات تعليمية إلكترونية إلى سيرتك الذاتية، يمكن للموظفين المحتملين تقييم مستوى تحصيلك ومهاراتك بشكل أفضل، وبالتالي زيادة فرصك في الحصول على وظيفة أفضل.
- التعليم المخصص
يُعد التعليم المخصص أحد المزايا الرئيسية للتعليم الإلكتروني، حيث يمكن للطلاب اختيار الدورات التي تناسب احتياجاتهم التعليمية ومجالات العمل التي يرغبون في العمل بها في المستقبل. وبعبارة أخرى، يمكن للطلاب اختيار مسارات تعليمية مخصصة تتناسب مع مستوياتهم الحالية واحتياجاتهم المستقبلية، بما في ذلك الدورات الأكاديمية والتقنية والتجارية والإدارية والإنسانية والعلوم الصحية وغيرها.
بفضل هذه المرونة، يتمكن الطلاب من تحسين مهاراتهم وخبراتهم وزيادة فرصهم في العثور على فرص عمل أفضل. كما أنه يمكن للطلاب الذين يرغبون في تغيير مساراتهم المهنية أو الاستثمار في تطوير أنفسهم بشكل شخصي أو مهني اختيار الدورات المخصصة التي تلبي احتياجاتهم.
ومن الجانب الآخر، يمكن للمؤسسات والمنظمات تطوير دورات تعليمية مخصصة لتدريب موظفيها وتعزيز مهاراتهم، مما يعزز الإنتاجية والكفاءة والفاعلية في مكان العمل. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمات والمؤسسات توفير الدورات التعليمية المخصصة لمجموعات من الموظفين لتقديم التدريب اللازم لإكمال مهام العمل بشكل فعال.
عيوب التعليم عبر الإنترنت
على الرغم من المزايا العديدة للتعلم عبر الإنترنت، إلا أنه يوجد أيضًا بعض العيوب التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
- عدم وجود تفاعل مباشر بين المعلم والطلاب
واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه التعلم الإلكتروني هي عدم وجود تفاعل مباشر بين المعلم والطلاب. عندما يكون الطالب في الصف الدراسي التقليدي، يمكنه التفاعل مع المعلم بشكل مباشر والحصول على ردود فعل فورية على أسئلته واستفساراته. ومع ذلك، عندما يتعلم الطالب عبر الإنترنت، يكون الاتصال مع المعلم محدودًا إلى التعليقات على الرسائل البريدية أو من خلال غرف الدردشة.
- ملاحظات الطلاب عبر الإنترنت محدودة
في الفصول الدراسية التقليدية ، يمكن للمدرسين إعطاء الطلاب ملاحظات فورية وجهاً لوجه. يمكن للطلاب الذين يواجهون مشاكل في المناهج حلها بسرعة وبشكل مباشر إما أثناء المحاضرة أو خلال ساعات العمل المخصصة. الملاحظات الشخصية لها تأثير إيجابي على الطلاب ، لأنها تجعل عمليات التعلم أسهل وأكثر ثراءً وأكثر أهمية.
- يمكن أن يسبب التعلم الإلكتروني العزلة الاجتماعية
قد يشعر الطلاب الذين يدرسون عبر التعلم الإلكتروني بالوحدة والانعزال، حيث أنهم لا يتفاعلون مع زملائهم في الصف ويشعرون بعدم الانتماء لمجتمع الصف. وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم الراحة والإحباط وتأثير ذلك على أدائهم في الدراسة.
- يتطلب التعلم الإلكتروني مهارات قوية في التحفيز الذاتي وإدارة الوقت
لا يزال الافتقار إلى التحفيز الذاتي بين الطلاب أحد الأسباب الرئيسية لفشل الطلاب في إكمال الدورات التدريبية عبر الإنترنت. في الفصول الدراسية التقليدية ، هناك العديد من العوامل التي تدفع الطلاب باستمرار نحو أهدافهم التعليمية.
- الاعتماد الكبير على التكنولوجيا
يتطلب التعلم الإلكتروني استخدام التكنولوجيا بشكل مكثف، وبالتالي فإنه يتأثر بشكل كبير بالأعطال التقنية ومشاكل الاتصال بالإنترنت وأخطاء البرمجيات. هذا قد يؤدي إلى تأخر في تقديم المهام الدراسية وتعطيل عملية التعلم.
- عدم تطوير مهارات الاتصال لدى الطلاب عبر الإنترنت
ثبت أن أساليب التعلم الإلكتروني فعالة للغاية في تحسين المعرفة الأكاديمية للطلاب. ومع ذلك ، فإن تطوير مهارات الاتصال للطلاب هو مجال غالبًا ما يتم تجاهله أثناء الدروس عبر الإنترنت.
نظرًا لنقص التواصل وجهًا لوجه بين الزملاء والطلاب والمعلمين في بيئة عبر الإنترنت ، فقد يجد الطلاب أنهم غير قادرين على العمل بفعالية في إطار الفريق. إن إهمال مهارات الاتصال لدى الطلاب سيؤدي حتما إلى العديد من الخريجين الذين يتفوقون في المعرفة النظرية ، لكنهم يفشلون في نقل معرفتهم إلى الآخرين.
خاتمة
يتزايد التعلم عبر الإنترنت في وقتنا الحاضر. بدأت العديد من الجامعات التقليدية في مشاركة دوراتها عبر الإنترنت مجانًا. وهذا يمثل طريقة سهلة ومريحة للحصول على المعرفة في جميع المجالات تقريبًا، من القانون والمحاسبة إلى العلوم الإنسانية، مثل علم النفس وعلم الاجتماع أو التاريخ. التعلم عبر الإنترنت هو بديل رائع للجامعات التقليدية، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون الوقت والمال للالتحاق بالدورات الحقيقية.
مقالات ذات صلة
2023-04-15
Mohamed Abdelsalam
أهم 10 مميزات لنظام الرسائل القصيرة SMS في نظام Pioneers E-School
تمكن وحدة تكامل الرسائل القصيرة في برنامج تخطيط موارد المؤسسات المدرسية Pioneers E-School المعلمين وإدارة المدرسة من إرسال الرسائل القصيرة إلى أولياء ...